أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (24)

شرح الكلمات :

{ أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب } : أي يتلقى العذاب بوجهه لا شيء يقيه منه كمن أمن .

{ سوء العذاب } : أقساه وأشده .

{ وقيل للظالمين } : أي المشركين في جهنم .

{ ذوقوا ما كنتم تكسبون } : أي جزاء كسبكم الشر والفساد .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في تقرير البعث والجزاء فقوله تعالى { أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب } يوم القيامة إذ ليس له ما يتقي به العذاب لأن يديه مغلولتان إلى عنقه فهو يتلقى العذاب بوجهه وهو أشرف أعضائه أفهذا الذي يتلقى العذاب بل سوء العذاب كمن امن العذاب ودخل الجنة ؟ والجواب لا يستويان . وقوله تعالى { وقيل للظالمين } أي المشركين وهم في النار يقول لهم زبانية جهنم توبيخاً لهم وتقريعاً ذوقوا ما كنتم تكسبون من أعمال الشرك والمعاصي هذا جزاؤه فذوقوه عذاباً أليما .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير البعث والجزاء بذكر شيء من أحوال يوم القيامة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (24)

{ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } : أي : أفيستوي هذا الذي هداه اللّه ، ووفقه لسلوك الطريق الموصلة لدار كرامته ، كمن كان في الضلال واستمر على عناده حتى قدم القيامة ، فجاءه العذاب العظيم فجعل يتقي بوجهه الذي هو أشرف الأعضاء ، وأدنى شيء من العذاب يؤثر فيه ، فهو يتقي فيه سوء العذاب لأنه قد غلت يداه ورجلاه ، { وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ } أنفسهم ، بالكفر والمعاصي ، توبيخا وتقريعا : { ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (24)

{ أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب } وهو الكافر يلقى في النار مغلولا فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه ومعنى الآية أفمن هذه حاله كمن يدخل الجنة

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (24)

ولما أتم الإنكار على من سوى ، بين من شرح صدره ومن ضيق ، وما تبعه وختم بأن الأول مهتد ، والثاني ضال ، شرع في بيان ما لكل منهما نشراً مشوشاً في أسلوب الإنكار أيضاً ، فقال مشيراً إلى أن الضلال سبب العذاب ، والهدى سبب النعيم ، وحذف هنا المنعم الذي سبب له النعيم لين قلبه كما حذف القاسي القلب في آية الشرح الذي سببت له قسوته العذاب ، لتتقابل الآيتان ، وتتعادل العبارتان : { أفمن } وأفرد على لفظ { من } لئلا يظن أن الوجوه الأكابر فقال : { يتقي } ودل على أن يده التي جرت العادة بأنه يتقي بها المخاوف مغلولة بقوله : { بوجهه } الذي كان يقيه المخاوف ويحميه منها بجعله وهو أشرف أعضائه وقاية يقي به غيره من بدنه { سوء العذاب } أي شدته ومكروهه لأنه تابع نفسه على هواها حتى قسا قلبه وفسد لبه { يوم القيامة } لأنه يرمي به في النار منكوساً وهو مكبل ، لا شيء له من أعضائه مطلق يرد به عن وجهه في عنقه صخرة من الكبريت مثل الجبل العظيم ، ويسحب في النار على وجهه ، كمن أمن العذاب فهو يتلقى النعيم بقلبه وقالبه .

ولما كان مطلق التوبيخ والتقريع متكئاً ، بني للمفعول قوله : { وقيل } له - هكذا كان الأصل ، ولكنه أظهرالوصف تعميماً وتعليقاً للحكم به وجمع تنبيهاً على أن كثرتهم لم تغن عنهم شيئاً فقال : { للظالمين } أي الذين تركوا طريق الهدى واتبعوا الهوى فضلوا وأضلوا : { ذوقوا ما } أي جزاء ما { كنتم تكسبون * } أي تعدونه فائدة وثمرة لأعمالكم وتصرفاتكم ، وقيل لأهل النعيم : طيبوا نفساً وقروا عيناً جزاء بما كنتم تعملون ، فالآية من الاحتباك : ذكر الاستفهام أولاً دليلاً على حذف متعلقه ثانياً ، وما يقال للظالم ثانياً دليلاً على ما يقال للعدل أولاً .