{ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ } الاستفهام للإنكار وقد تقدم الكلام فيه ، وهذه الفاء الداخلة على من في قوله : أفمن حق عليه عاطفه ومن مبتدأ والخبر محذوف لدلالة المقام عليه ، والمعنى أفمن شأنه أن يقي نفسه بوجهه الذي هو أشرف أعضائه { سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لكون يده قد صارت مغلولة إلى عنقه كمن هو آمن لا يعتريه شيء من ذلك ، ولا يحتاج إلى الاتقاء ؟ قال الزجاج المعنى أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنة ؟ .
قال عطاء وابن زيد يرمي به مكتوفا في النار ، فأول شيء تمس النار منه وجهه . وقال ابن عباس : ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمي به فيها ، فأول ما يمس وجهه النار . وقال مجاهد يجر على وجهه في النار . قال الأخفش المعنى أفمن يتقي وجهه سوء العذاب أفضل ؟ أم من سعد ؟ مثل قوله تعالى { أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ثم أخبر سبحانه عما يقوله الخزنة للكفار فقال :
{ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } وهو معطوف على يتقي أي ويقال لهم ، وجاء بصيغة الماضي للدلالة على التحقيق ، ووضع الظاهر موضع المضمر للتسجيل عليهم بالظلم ، والإشعار بعلة الأمر في قوله . ذوقوا قال عطاء أي جزاء ما كنتم تعملون ، ومثل هذه الآية قوله { هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ } وقد تقدم الكلام على معنى الذوق في غير موضع
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.