بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجۡهِهِۦ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَقِيلَ لِلظَّـٰلِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (24)

قوله عز وجل : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوء العذاب } يعني : أفمن يدفع بوجهه شدة سوء العذاب ، وجوابه مضمر . يعني : هل يكون حاله كحال من هو في الجنة . يعني : ليس الضال الذي تصل النار إلى وجهه ، كالمهتدي الذي لا تصل النار إلى وجهه ، ليسا سواء . وقال أهل اللغة : أصل الاتقاء في اللغة ، الإوتقاء ، وهو التستر . يعني : وجهه إلى النار كالذي لا يفعل ذلك به . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : { أَفَمَن يَتَّقِى بِوَجْهِهِ سُوء العذاب } يعني : يجر على وجهه في النار ، وهذا كقوله : { إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ في آياتنا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يلقى في النار خَيْرٌ أَم مَّن يأتي آمِناً يَوْمَ القيامة اعملوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ فصلت : 40 ] ويقال : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوء العذاب } معناه : أنه يلقى في النار مغلولاً ، لا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه ، { يَوْمَ القيامة وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ } يعني : للكافرين ، { ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } من التكذيب .