أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ} (8)

شرح الكلمات :

{ جنات عدن } : أي بساتين إقامة دائمة .

{ رضي الله عنهم } : أي بطاعته .

{ ورضوا عنه } : أي بثوابه .

المعنى :

وقوله { جزاؤهم عند ربهم } أي جزاء أولئك الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى والدين الحق أولئك هم خير الخليقة . وقوله { جزاؤهم عند ربهم } أي يوم يلقونه وذلك بعد الموت { جنات عدن } أي بساتين إقامة دائمة خالدين فيها أبدا ، أي لا يخرجون منها ولا يموتون أبدا . وقوله { رضي الله عنهم ورضوا عنه } أي رضي الله عنهم بسبب إيمانهم وطاعتهم ، ورضوا عنه بسبب ما وهبهم وأعطاهم من النعيم المقيم في دار السلام . وقوله تعالى { ذلك لمن خشي ربه } أي ذلك الجزاء المذكور وهو جزاء عظيم إذ جُمع لأهله فيه بين سعادة الروح وسعادة البدن معا ، هو جزاء عبد خاف ربه فلم يعصه حتى لقيه بعد موته ، وإن عصاه يوما تاب ، وإن أخطأ رجع ، حتى مات وهو على الطاعة لا على المعصية .

الهداية :

- بيان جزاء من آمن بالإِسلام ، ودخل فيه ، وطبق قواعده ، واستقام على الأمر والنهي فيه ، وهو نعم الجزاء رضى الله والخلود في دار السلام .

- فضل الخشية إن حملت صاحبها على طاعة الله ورسوله فأطاعهما بأداء الفرائض وترك المحرمات في الاعتقاد والقول والعمل .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ} (8)

{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي : جنات إقامة ، لا ظعن فيها ولا رحيل ، ولا طلب لغاية فوقها ، { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه ، ورضوا عنه ، بما أعد لهم من أنواع الكرامات وجزيل المثوبات { ذَلِكَ } الجزاء الحسن { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي : لمن خاف الله ، فأحجم عن معاصيه ، وقام بواجباته{[1]}

[ تمت بحمد لله ]


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.