التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ} (8)

{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } اختلف هل هذا في الدنيا أو في الآخرة ، فرضاهم عن الله في الدنيا هو الرضا بقضائه والرضا بدينه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " ، ورضاهم عنه في الآخرة : وهو رضاهم بما أعطاهم الله فيها ، أو رضا الله عنهم ، لما ورد في الحديث أن الله يقول : " يا أهل الجنة هل تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : يا ربنا وأي شيء نريد ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين ؟ فيقول : عندي أفضل من ذلك وهو رضواني ، فلا أسخط عليكم أبدا " .

{ ذلك لمن خشي ربه } أي : لمن خافه ، وهذا دليل على فضل الخوف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خوف الله رأس كل حكمة " .