{ جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ } أي ثوابهم عند خالقهم بمقابلة ما وقع منهم من الإيمان والعمل الصالح { جنات عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } والمراد بجنات عدن هي أوسط الجنات وأفضلها ، يقال عدن بالمكان يعدن عدناً : أي أقام ، ومعدن الشيء : مركزه ومستقرّه ، ومنه قول الأعشى :
وإن يستضافوا إلى علمه *** يضافوا إلى راجح قد عدن
وقد قدّمنا في غير موضع أنه إن أريد بالجنات الأشجار الملتفة ، فجريان الأنهار من تحتها ظاهر ، وإن أريد مجموع قرار الأرض والشجر ، فجري الأنهار من تحتها باعتبار جزئها الظاهر ، وهو الشجر { خالدين فِيهَا أَبَداً } لا يخرجون منها ولا يظعنون عنها ، بل هم دائمون في نعيمها مستمرّون في لذاتها ، { رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } الجملة مستأنفة لبيان ما تفضل الله به عليهم من الزيادة على مجرّد الجزاء ، وهو رضوانه عنهم حيث أطاعوا أمره وقبلوا شرائعه ، ورضاهم عنه حيث بلغوا من المطالب ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . ويجوز أن تكون الجملة خبراً ثانياً ، وأن تكون في محل نصب على الحال بإضمار قد { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي ذلك الجزاء والرضوان لمن وقعت منه الخشية لله سبحانه في الدنيا وانتهى عن معاصيه بسبب تلك الخشية التي وقعت له لا مجرّد الخشية مع الانهماك في معاصي الله سبحانه فإنها ليست بخشية على الحقيقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.