{ جَزَآؤُهُمْ } بمقابلةِ ما لهُم من الإيمانِ والطاعةِ { عِندَ رَبّهِمْ جنات عَدْنٍ * تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } إنْ أُريد بالجنَّاتِ الأشجارُ الملتفةُ الأغصانِ كمَا هو الظاهرُ ، فجريانُ الأنهارِ من تحتها ظاهرٌ ، وإنْ أُريدَ بها مجموعُ الأرضِ ومَا عليها فهُو باعتبارِ الجزءِ الظاهرِ ، وأيّاً ما كانَ فالمرادُ جريانُها بغيرِ أخدودٍ . { خالدين فِيهَا أَبَداً } متنعمينَ بفنونِ النعمِ الجسمانيةِ والروحانيةِ ، وفي تقديمِ مدحِهم بخيرية البريةِ ، وذكرِ الجزاءِ المؤذنِ بكونِ ما مُنحوهُ في مقابلةِ ما وُصفوا بهِ ، وبيان كونِه من عندِه تعالَى ، والتعرضِ لعنوانِ الربوبيةِ المنبئةِ عن التربيةِ ، والتبليغ إلى الكمالِ مع الإضافةِ إلى ضميرِهم ، وجمعِ الجنَّاتِ وتقييدِها بالإضافةِ ، وبما يزيدُها نعيماً وتأكيداً الخلود بالتأبيدِ من الدلالةِ على غايةِ حُسنِ حالِهم ما لا يَخْفى . { رضِي الله عَنْهُمْ } استئنافٌ مبينٌ لما يتفضلُ عليهم زيادةً على ما ذُكرَ من أجزيةِ أعمالِهم { وَرَضُوا عَنْهُ } حيثُ بلغُوا من المطالبِ قاصيتَها ، وملكُوا من المآربِ ناصيتَها ، وأُتيحَ لهم ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خَطَر على قلبِ بشرٍ { ذلك } أيْ ما ذُكرَ من الجزاءِ والرضوانِ { لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } فإنَّ الخشيةَ التي هيَ من خصائصِ العلماءِ بشؤونِ الله عزَّ وجلَّ مناطٌ لجميعِ الكمالاتِ العلميةِ والعمليةِ المستتبعةِ للسعادةِ الدينيةِ والدنيويةِ . والتعرضُ لعُنوانِ الربوبيةِ المعربةِ عن المالكيةِ والتربيةِ للإشعارِ بعلَّةِ الخشيةِ والتحذيرِ من الاغترارِ بالتربيةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.