الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ رَبَّهُۥ} (8)

وقوله تعالى : { رَّضي الله عَنْهُمْ } قِيْلَ : ذلك في الدنيا ؛ فَرِضاه عنهم هو ما أظْهَرَه عليهم من أمَارَاتِ رحمتهِ ، ورضاهُم عنه ؛ هو رضَاهم بجميعِ مَا قَسَمَ لَهم من جميعِ الأرزاقِ والأقدارِ ، وقال بعضُ الصالحين : رَضَي العبادِ عن اللَّهِ رِضَاهُمْ بِما يَرِدُ من أحكامِه ، ورِضَاه عنهم أن يُوَفِّقَهُمْ للرِّضَى عَنْهُ ، وقال سري السقطي : إذَا كُنْتَ لاَ تَرْضَى عَنِ اللَّهِ فكَيْفَ تَطْلُبُ منْه أنْ يَرْضَى عَنْكَ ؟ وقيل : ذَلِكَ في الآخِرَةِ ، وخَصَّ تعالى بالذكرِ أهْلَ الخَشْيَةِ ؛ لأنها رأْسُ كلِّ بَرَكَةٍ ، وهيَ الآمِرَةُ بالمعروفِ ، والناهِيَةُ عن المنكرِ .