{ جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار } أي بساتين إقامة لا ظعن فيها ، تجري من تحت أشجارها وغرفها الأنهار { خالدين فيها أبدا } أي ماكثين على الدوام لا يخرجون عنها ولا يموتون فيها { رضي الله عنهم } أي بما أطاعوه في الدنيا وعملوا لخلوصهم من عقابه في ذلك { ورضوا عنه } لأنهم بحسن يقينهم يرتاحون إلى امتثال ما يأمر به في الدنيا ، فهم راضون عنه ، ثم إذا ذهبوا إلى نعيم الآخرة وجدوا من فضل الله ما لا محل للسخط معه ، فهم راضون عن الله في كل حال . أفاده الإمام .
{ ذلك } أي هذا الجزاء الحسن ، وهذا الرضا { لمن خشي ربه } أي خاف الله في الدنيا في سره وعلانيته ، فاتقاه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ، فإن الخشية ملاك السعادة الحقيقة .
قال الإمام : أراد بهذه الكلمة الرفيعة الاحتياط لدفع سوء الفهم[ . . . . . . . . . . . . . . . . ] {[7530]} فيه العامة من الناس بل الخاصة كذلك ، وهو أن مجرد الاعتقاد بالوراثة وتقليد الأبوين ومعرفة ظواهر بعض الأحكام وأداء بعض العبادات كحركات الصلاة وإمساك الصوم مجرد هذا لا يكفي في نيل ما أعد الله من الجزاء للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وإن كانت قلوبهم حشوها الحسد والحقد والكبرياء والرياء ، وأفاوههم ملؤها الكذب والنميمة والافتراء ، وتهز أعطافهم رياح العجب والخيلاء ، وسرائرهم مسكن العبودية والرق للأمراء ؛ بل ولمن دون الأمراء ، خالية من أقل مراتب الخشوع والإخلاص لرب الأرض والسماء ، كلا لا ينالون حسن الجزاء ، فإن خشية ربهم لم تحل قلوبهم ، ولهذا لم تهذب من نفوسهم ، ولا يكون ذلك الجزاء إلا لمن خشي ربه ، وأشعر خوفه قلبه . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.