أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٌ} (119)

شرح الكلمات :

{ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } ، أي : ثم إن ربك غفور رحيم للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا .

{ من بعدها } ، أي : من بعد الجهالة والتوبة .

المعنى :

بعدما نددت الآيات في سياق طويل بالشرك وإنكار البعث والنبوة من قبل المشركين الجاحدين المعاندين ، وقد أوشك سياق السورة على الانتهاء ، فتح الله تعالى باب التوبة لهم وقال : { ثم إن ربك } ، أي : بالمغفرة والرحمة ، { للذين عملوا السوء بجهالة } فأشركوا بالله غيره ، وأنكروا وحيه ، وكذبوا بلقائه . { ثم تابوا من بعد ذلك } ، فوحدوه تعالى بعبادته وأقروا بنبوة رسوله وآمنوا بلقائه واستعدوا له بالصالحات ، { وأصلحوا } ما كانوا قد أفسدوه من قلوبهم وأعمالهم وأحوالهم . { إن ربك من بعدها } ، من بعد هذه التوبة والأوبة الصحيحة { لغفور رحيم } بهم . فكانت بشرى لهم على لسان كتاب ربهم .

الهداية :

- باب التوبة مفتوح لكل ذي ذنب ، عظم أو صغر ، على شرط صدق التوبة بالإقلاع الفوري والندم والاستغفار الدائم وإصلاح الفاسد .