جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٌ} (119)

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ } ، لا عليهم ، أي : لهم بالنصر والرحمة ، { عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ } ، أي : متلبسين{[2786]} بها أو بسببها ، وعن بعض السلف : كل من عصى الله فهو جاهل ، { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ } . حالهم ، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، من بعد التوبة ، { لَغَفُورٌ } : كثير المغفرة ، { رَّحِيمٌ{[2787]} } : واسع الرحمة لهم ، فيثيبهم على أعمالهم ، وجاز أن يكون { لغفور رحيم } خبر " إن " الأولي ، { وإن ربك من بعدها } ، تكرير وتأكيد .


[2786]:غير عارفين بعقابه غير مدبرين للعاقبة ملتذا بهواه لا يبالي بمعصية مولاه مغبرا بالحال عن المآل /12 وجيز.
[2787]:ولما أمر قريشا و نهاهم و هم مفتخرون بجدهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ مقرون بحسن سيرته ووجوب اتباعه ذكره في آخر السورة وأوضح منهاجه فقال: "إن إبراهيم" الآية /12 وجيز.