وقوله تعالى : { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } ، المقصود من هذه الآية بيان فضل الله وكرمه وسعة مغفرته ورحمته ؛ لأن السوء لفظ جامع لكل فعل قبيح ، فيدخل تحته الكفر وسائر المعاصي وكل ما لا ينبغي ، وكل من عمل السوء فإنما يفعله بجهالة ؛ لأن العاقل لا يرضى بفعل القبيح ، فمن صدر عنه فعل قبيح من كفر أو معصية ، فإنما يصدر عنه بسبب جهله إما لجهله بقدر ما يترتب عليه من العقاب أو لجهله بقدر من يعصيه ، فثبت بهذا أن فعل السوء إنما يفعل بجهالة ثم إن الله تعالى وعد من عمل سوءاً بجهالة ثم تاب ، وأصلح العمل في المستقبل أن يتوب عليه ويرحمه وهو قوله تعالى : { ثم تابوا من بعد ذلك } ، يعني : من بعد عمل ذلك السوء ، { وأصلحوا } ، يعني : أصلحوا العمل في المستقبل ، وقيل : معنى الإصلاح الاستقامة على التوبة ، { إن ربك من بعدها } ، يعني : من بعد عمل السوء بالجهالة والتوبة منه ، { لغفور } ، يعني : لمن تاب وآمن ، { رحيم } ، يعني : بجميع المؤمنين والتائبين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.