بجهالة : الجهالة هنا : الطيش ، وعدم التدبر في العواقب .
{ ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم } .
تتكرر المعاني التي تفصح عن رحمة الله بعباده ، وقبول توبتهم ؛ حتى لا ييئس إنسان من فضل الله ورحمته وقد فتح الله أبواب التوبة لكل تائب من اليهود أو من غيرهم ، وقد خصت الآية عمل السوء بجهالة ؛ لأن المذنب عادة يكون واقعا تحت جهالة الشهوة أو الشباب أو الإغراء ، ؟ وليس معناه : أن من عمل السوء بدون جهالة لا يغفر الله له ، بل الآية تعبر عن الواقع والأكثر .
كل من عصى الله تعالى عمدا أو خطأ ، فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته .
الجهالة هنا بمعنى : تعدي الطور ، وركوب الرأس ، لا عدم العلم ، ومنه ما جاء في الخبر : " اللهم ، إني أعوذ بك أن أجهل أو يجهل علي " 72 .
ألا لا يجهلن أحد علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ثم إن ربك لكثير الغفران والرحمة ، لأولئك الذين أسرفوا على أنفسهم ، بالذنوب أو المعاصي ، أو الشرك أو ركوب مالا يليق ، بسبب الجهالة والطيش والسفه ، ثم ندموا وتابوا توبة صادقة ، وعملوا أعمالا صالحة ، فإن الله يتقبل توبتهم ، ويسجل لهم الحسنات في صحائف أعمالهم ، رأفة ورحمة بهم ، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى : { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم* وأن عذابي هو العذاب الأليم }( الحجر : 50 ، 49 ) .
ويقول تعالى : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما }( الفرقان : 70 ) .
ويقول تعالى : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ( البقرة : 222 ) .
ويقول عز شأنه : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }( الزمر : 53 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.