الآية : 119 وقوله تعالى : { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } : ( عمل السوء بجهالة ) {[10574]} يحتمل وجهين :
أحدهما : أن الفعل فعل جاهل وسفيه ، وإن لم يجهل يقل{[10575]} لمن عمل السوء : يا جاهل ، يا سفيه .
والثاني : جعل ما يحل به بعمله السوء ، { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } إلى آخر يجيء أن يكون في الآية إضمار ، لم يذكره {[10576]} ؛ لأنه قال : { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } ، ثم كرر ذلك الحرف على الابتداء من غير أن ذكر له جوابا {[10577]} ، وهو قوله : { إن ربك } للذين عملوا السوء بجهالة ، { من بعدها لغفور رحيم } ، فظاهر الكلام أن يقول : ثم / 294 – ب / { إن ربك } للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا { من بعدها لغفور رحيم } ، على ما ذكرنا في قوله : { ثم إن ربك للذين هاجروا } ( النحل : 110 ) ، لكن يخرج على الإضمار أو على التكرار على إرادة التأكيد أو على الابتداء والاكتفاء بجواب ذكره في موضع آخر بقوله {[10578]} : { إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم } ( آل عمران : 89 ) هذا ، والله أعلم ، جواب . أي : إن ربك بعد التوبة { لغفور رحيم } ، فهو قبل أن يعمل عمل السوء . والعرب قد تكرر أشياء على إرادة التأكيد ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.