أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{إِنۡ هِيَ إِلَّآ أَسۡمَآءٞ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ} (23)

شرح الكلمات :

{ إن هي إلا أسماء سميتموها } : أي ما اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إلا أسماء لا حقيقة لها .

{ أنتم وآباؤكم } : أي سميتموها بها أنتم وآباؤكم .

{ ما أنزل الله بها من سلطان } : أي لم ينزل الله تعالى وحياً يأذن في عبادتها .

{ إن يتبعون إلا الظن } : أي ما يتبع المشركون في عبادة أصنامهم إلا الظن والخرص والكذب .

{ وما تهوى الأنفس } : أي وما يتبعون الا ما تهواه نفوسهم وما تميل إليه شهواتهم .

المعنى :

إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم . إن أصنامكم أيها المشركون لا تعدو كونها أسماء لآلهة لا وجود لها ولا حقيقة في عالم الواقع إذ لا إله إلا الله ، أما اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فلم تكن آلهة تحيى وتميت وتعطى وتمنع وتضر وتنفع . إن هي أي ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان أي لم ينزل بها وحياً يأذن بعبادتها . وهنا التفت الجبار جل جلاله في الخطاب عنهم وقال { إنْ يتَّبعون إلاَّ الظن } أي إن هؤلاء المشركين ما يتبعون في عبادة هذه الأصنام إلاَّ الظن ، فلا يقين لهم في صحة عبادتها .

كما يتبعون في عبادتها { وما تهوى الأنفس } أي هوى أنفسهم { ولقد جاءهم من ربهم الهدى } فبيَّن لهم الصراط السوي فأعرضوا عنه وهو لحق من ربهم .

الهداية

من الهداية :

- بيان أن المشركين في كل زمان ومكان ما يتبعون في عبادة غير الله إلا أهواءهم .