الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنۡ هِيَ إِلَّآ أَسۡمَآءٞ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ} (23)

ثم قال تعالى : { إِنْ هِي إِلاَّ أَسْمَاءٌ } يعني : إنْ هذه الأوصافُ من أَنَّها إناث ، وَأَنَّها آلهة تعْبَدُ ، ونحو هذا إلاَّ أَسماءٌ ، أي : تسميات اخترعتموها أنتم وآباؤكم ، ما أنزل اللَّه بها برهاناً ولا حُجَّةً ، وما هو إلاَّ اتِّباعُ الظن ، { وَمَا تَهْوَى الأنفس } وهَوَى الأنفس هو إرادتها الملذة لها ، وإِنَّما تجد هوى النفس أبداً في ترك الأفضل ؛ لأَنَّها مجبولةٌ بطبعها على حُبِّ الملذ ، وإِنَّما يَرْدَعُها وَيَسُوقُها إلى حُسْنِ العاقبة العقلُ والشرع .

وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الهدى } فيه توبيخ لهم ، إِذْ يفعلون هذه القبائِحَ والهدى حاضر ، وهو محمد وشرعه .