التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} (4)

{ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا } ورود هذه الآية هنا دليل على أن الآية التي قبلها في شأن القتال ، وقال بعض الناس : قتال الرجال أفضل من قتال الفرسان لأن التراص فيه يتمكن أكثر مما يتمكن للفرسان قاله ابن عطية وهذا ضعيف خفي على قائله مقصد الآية ، وليس المراد نفس التراص ، وإنما المراد الثبوت والجد في القتال .

{ كأنهم بنيان مرصوص } المرصوص هو الذي يضم بعضه إلى بعض ، وقيل : هو المعقود بالرصاص ولا يبعد أن يكون هذا أصل اللفظ .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ} (4)

قوله : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } صفا منصوص على المصدر في موضع الحال . وكأنهم بنيان مرصوص ، في موضع نصب على الحال . أي يقاتلون مشبهين بنيانا مرصوصا{[4524]} ، وذلك إطراء من الله للمؤمنين المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الله مصطفين متراصين وهم في تراصهم وتكاتفهم وتماسكهم كأنهم حيطان مبنية قد رص بعضها إلى بعض . وذلك كناية عن بالغ التآخي والتعاون وتآلف القلوب في ساحات القتال . فلا يتخلل المؤمنين المجاهدين في هذه الساعات شيء من الوهن أو الاختلاف أو الاضطراب أو خور العزائم{[4525]} .


[4524]:نفس المصدر السابق.
[4525]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 357 وتفسير القرطبي جـ 18 ص 78- 82.