التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} (4)

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد } أي : يكابد المشقات من هموم الدنيا والآخرة قال بعضهم : لا يكابد أحد من المخلوقات ما يكابد ابن آدم ، وأصل الكبد من قولك كبد الرجل فهو أكبد إذا وجعت كبده ، وقيل : معنى { في كبد } واقفا منتصب القامة وهذا ضعيف والإنسان على هذين القولين جنس ، وقيل : الإنسان : آدم عليه السلام ومعنى { في كبد } على هذا في السماء وهذا ضعيف والأول هو الصحيح .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} (4)

قوله : { لقد خلقنا الإنسان في كبد } جواب القسم . وهو أن الله خلق الإنسان في كبد . أي في مكابدة وتعب ومشقة . والإنسان لا يزال يكابد الشدائد والمتاعب طوال حياته في الدارين . وأول ذلك ، ظلمة الرحم في بطن أمه ، ثم الخروج إلى الدنيا حيث الشقاء والكروب والهموم وغير ذلك من ألوان المكابدة . ثم الموت وما فيه من شدة النزع . وغلظة الملائكة الشداد . ثم القبر وما فيه من هول العذاب ومساءلة الملكين الهائلين وغلظتهما . ثم الدار الآخرة وما فيها من أهوال الحساب وعظائم الحشر الرعيب .