فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} (4)

{ كبد } شدة وعناء ومكابدة .

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد } هذا جواب القسم ؛ ولله أن يقسم بما يشاء من مخلوقات لتعظيمها و{ الإنسان } هنا : ابن آدم ؛ { في كبد } أي في شدة وعناء من مكابدة الدنيا وربما يكون في هذا ما يستنفر الناس ليكدوا ، ويصبروا على ما يلاقون في سبيل أداء ما خلقوا له ويجدوا ، فلذلك خلقنا ، وعلى احتمال المكاره فطرنا{[7]} ، فهي إذن دعوة إلى العمل دون كلل ، وحرب على العجز والتبطل والكسل ، وحين يدرك الناس أن الدأب والمصابرة من أمانات السماء ، ويستيقنون أن الملك المهيمن الوهاب جل علاه قد سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض جميعا ، عندها يسعى الجميع لخيره وإسعاد غيره . { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }{[8]} .


[7]:- قرأ نافع {محفوظ} بالرفع، أي قرآن محفوظ من التبديل والتغيير والزيادة والنقصان؛ ولا ينسخه شيء.
[8]:سورة البقرة. من الآية146.