فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} (4)

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد } هذا جواب القسم ، والإنسان هو هذا النوع الإنساني والكبد الشدة والمشقة ، يقال كابدت الأمر قاسيت شدته ، والإنسان لا يزال في مكابدة الدنيا ومقاساة شدائدها حتى يموت .

قال ذو النون لم يزل مربوطا بحبل القضاء ، مدعوا إلى الائتمار والانتهاء ، وأصل الكبد الشدة ومنه تكبد اللبن إذا اشتد وغلظ ، ويقال كبد الرجل إذا وجعت كبده ثم استعمل في كل مشقة وشدة ، وقال الحسن يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة وقال أيضا يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء لا يخلو عن أحدهما .