الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ} (4)

والقَسَمُ واقع على قوله : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ } قال الجمهور : الإنْسَانُ اسم جنسٍ والكَبَدُ المشقةُ والمكَابَدَةُ ، أي : يُكَابِد أمرَ الدنيا والآخرة ، ورُوِيَ : أَن سببَ نزولِ هذه الآية رَجُلٌ من قريشٍ يقال له أبو الأَشَدِّ ، وقيل نزلتْ في عمرو بن عبد ود ، وقال : مقاتل : نَزَلَتْ في الحارثِ بن عامر بن نوفل ؛ أذنبَ فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُ بِالكَفَّارَةِ ، فَقَالَ : لَقَدْ أَهْلَكْتُ مَالاً في الكفارات وَالنفَقَاتِ ، مُذْ تَبِعْتُ مُحَمَّداً ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ادعى أَنَّهُ أَنْفَقَ مَالاً كَثِيراً على إفْسَادِ أَمْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ في الكَفَّارَاتِ على مَا تَقَدَّمَ .