التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ} (10)

{ يقولون أئنا لمردودون في الحافرة أئذا كنا عظاما نخرة } هذا حكاية قول الكفار في الدنيا ، ومعناه : على الجملة إنكار البعث فالهمزة في قوله : { أئنا لمردودون } للإنكار ولذلك اتفق العلماء على قراءته بالهمزتين إلا أن منهم من سهل الثانية ومنهم من خففها واختلفوا في إذا كنا عظاما نخرة فمنهم من قرأه بهمزة واحدة لأنه ليس بموضع استفهام ولا إنكار ومنهم من قرأه بهمزتين تأكيدا للإنكار المتقدم ثم اختلفوا في معنى الحافرة على ثلاثة أقوال :

أحدها : أنها الحالة الأولى يقال رجع فلان في حافرته إذا رجع إلى حالته الأولى فالمعنى أئنا لمردودون إلى الحياة بعد الموت .

والآخر : أن الحافرة الأرض بمعنى : محفورة فالمعنى : أئنا لمردودون إلى وجه الأرض بعد الدفن في القبور .

والثالث : أن الحافرة النار والعظام النخرة البالية المتعفنة وقرئ ناخرة بألف وبحذف الألف وهما بمعنى واحد إلا أن حذف الألف أبلغ لأن فعل أبلغ من فاعل وقيل : معناه العظام المجوفة التي تمر بها الريح فيسمع لها نخير والعامل في إذا كنا محذوف تقديره إذا كنا عظاما نبعث ويحتمل أن يكون العامل فيه مردودون في الحافرة ولكن إنما يجوز ذلك على قراءة إذا كنا بهمزة واحدة على الخبر ولا يجوز على قراءته بهمزتين لأن همزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ} (10)

{ يقولون أئنا لمردودون في الحافرة }

{ يقولون } أي أرباب القلوب والأبصار استهزاء وإنكاراً للبعث { أئنا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الف بينهما على الوجهين في الموضعين { لمردودون في الحافرة } أي أنرد بعد الموت إلى الحياة ، والحافرة : اسم لأول الأمر ، ومنه رجع فلان في حافرته : إذا رجع من حيث جاء .