إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ} (10)

وقولُه تعالى : { يَقُولُونَ أَئنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافرة } حكايةٌ لما يقولُه المنكرونَ للبعث المكذبونَ بالآيات الناطقةِ به إثرَ بيان وقوعِه بطريق التوكيدِ القَسَمي وذكر مقدماتِه الهائلةِ وما يعرضُ عندَ وقوعِها للقلوب والأبصارِ . أي يقولونَ إذا قيلَ لهم : إنكُم تبعثونَ منكرينَ له متعجبينَ منهُ : أئنا لمردودونَ بعدَ موتِنا في الحافرة ، أي في الحالة الأُولى يعنونَ الحياةَ من قولهم : رجعَ فلانٌ في حافرته أي في طريقتِه التي جاءَ فيها فحفرَها أي أثَّر فيها بمشيه ، وتسميتُها حافرةً مع أنها محفورةٌ ، كقولِه تعالَى : { فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ } [ سورة الحاقة ، الآية 21 ] أي منسوبةٌ إلى الحفرِ والرِّضا أو كقولِهم : نهارُه صائمٌ على تشبيهِ القابلِ بالفاعلِ . وقُرِئَ في الحُفْرةِ وهيَ بمَعْنى المَحْفُورةِ .