السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِي ٱلۡحَافِرَةِ} (10)

{ يقولون } أي : أرباب القلوب والأبصار في الدنيا استهزاء وإنكاراً للبعث { أئنا لمردودون } أي : بعد الموت { في الحافرة } أي : في الحياة التي كنا فيها قبل الموت ، وهي حالتنا الأولى ، فنصير أحياء بعد الموت كما كنا ، تقول العرب : رجع فلان في حافرته ، أي : رجع من حيث جاء ، والحافرة عندهم اسم لابتداء الشيء وأوّل الشيء . وقال بعضهم : الحافرة وجه الأرض التي تحفر فيها قبورهم ، سميت حافرة بمعنى المحفورة . كقوله تعالى : { عيشة راضية } [ الحاقة : 21 ] أي : مرضية ، وقيل : سميت حافرة لأنها مستقرّ الحوافر ، أي : إنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً نمشي عليها ، وقال ابن زيد : الحافرة النار .