التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{ٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيكُمۡ فَقُولُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَيۡبِ حَٰفِظِينَ} (81)

{ ارجعوا إلى أبيكم } من قول كبيرهم ، وقيل : من قول يوسف وهو بعيد .

{ إن ابنك سرق } قرأ الجمهور : بفتح الراء والسين ، وروي : عن الكسائي سرق بضم السين وكسر وتشديد الراء أي : نسبت له السرقة .

{ وما شهدنا إلا بما علمنا } أي : قولنا لك إن ابنك : إنما هو شهادة بما علمنا من ظاهر ما جرى .

{ وما كنا للغيب حافظين } أي : لا نعلم الغيب هل ذلك حق في نفس الأمر ، أم لا ، إذ يمكن أن يدس الصواع في رحله من غير علمه وقال الزمخشري : المعنى ما شهدنا إلا بما علمنا من سرقته وتيقناه ، لأن الصواع استخرج من وعائه .

{ وما كنا للغيب حافظين } أي : ما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الميثاق ، وقراءة سرق بالفتح تعضد قول الزمخشري ، والقراءة بالضم تعضد القول الأول .