ثم قال كبيرهم : { ارجعوا إلى أبيكم } دوني { فقولوا } له ، أي : متلطفين في خطابكم { يا أبانا } وأكدوا مقالتكم فإنه ينكرها وقولوا { إن ابنك سرق } فإن قيل : كيف يحكمون عليه بأنه سرق من غير بينة وهو قد أجابهم بالجواب الشافي ، فقال : الذي جعل الصاع في رحلي هو الذي جعل البضاعة في رحالكم ؟ أجيب : بأنهم لما شاهدوا الصاع وقد أخرج من متاعه غلب على ظنهم أنه سرق فلذلك نسبوه إلى السرقة في ظاهر الأمر لا في حقيقة الحال ، ويدل على أنهم لم يقطعوا عليه بالسرقة قولهم { وما شهدنا } عليه { إلا بما علمنا } ظاهراً من رؤيتنا الصاع يخرج من وعائه ، وأما قوله : وضع الصاع في رحلي من وضع البضاعة في رحالكم ، فالفرق ظاهر ؛ لأن هناك لما رجعوا بالبضاعة إليهم اعترفوا بأنهم هم الذين وضعوها في رحالهم ، وأما هذا الصاع فإن أحداً لم يعترف بأنه هو الذي وضع الصاع في رحله ، فلهذا السبب غلب على ظنهم أنه سرق ، فشهدوا بناء على الظن { وما كنا للغيب } ، أي : ما غاب عنا حين أعطينا الموثق { حافظين } ، أي : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق ، ويصير أمرنا إلى هذا ولو علمنا ذلك ما ذهبنا به معنا ، وإنما قلنا : ونحفظ أخانا مما لنا إلى حفظه سبيل ، وحقيقة الحال غير معلومة لنا ، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، فلعل الصاع دس في رحله ، ونحن لا نعلم ذلك ، فلعل حيلة دبرت في ذلك غاب عنا علمها كما صنع في رد بضاعتنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.