فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيكُمۡ فَقُولُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَيۡبِ حَٰفِظِينَ} (81)

ثم قال كبيرهم مخاطبا لهم { ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق } على البناء للفاعل وذلك لأنهم قد شاهدوا استخراج الصواع من وعائه وقرئ على البناء للمفعول .

قال الزجاج : إن سرق يحتمل معنيين أحدهما علم منه السرق والآخر اتهم بالسرق أمرهم بهذه المقالة مبالغة في إزالة التهمة عن أنفسهم عن أبيهم لأنهم كانوا متهمين عنده بسبب وقعة يوسف عليه السلام .

{ وما شهدنا إلا بما علمنا } من استخراج الصواع من وعائه وقيل المعنى ما شهدنا عند يوسف عليه السلام بأن السارق يسترق إلا بما علمنا من شريعتك وشريعة آبائك { وما كنا للغيب حافظين } حتى يتضح لنا هل الأمر على ما شهدناه أو على خلافه فإن الغيب لا يعلمه إلا الله فلعل الصواع دس في رحله ونحن لا نعلم بذلك .

وقيل المعنى ما كنا وقت أخذنا له منك ليخرج معنا إلى مصر للغيب حافظين بأنه سيقع منه السرق الذي افتضحنا به ، وقيل الغيب هو الليل ومرادهم أنه سرق وهم نيام وقيل مرادهم أنه فعل ذلك وهو غائب عنهم فخفى عليهم فعله . قال عكرمة : ما كنا نعلم أن ابنك يسرق وعن قتادة نحوه وقال ابن عباس ما كنا لليله ونهاره ومجيئه وذهابه حافظين .