تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰٓ أَبِيكُمۡ فَقُولُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّ ٱبۡنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا وَمَا كُنَّا لِلۡغَيۡبِ حَٰفِظِينَ} (81)

وقوله تعالى : ( ارجعوا إلى أبيكم ) يحتمل على الأمر على ما هو في الظاهر ، ويحتمل ما ذكرنا ؛ أي لو رجعتم إليه ( فقولوا يا أبانا إنك ابنك سرق ) يشبه أن يكون هذا منه تعريضا في التخطئة على ما كان يؤثره على غيره من الأولاد ، أي الذي كنت تؤثره علينا بالمحبة وميل القلب إليه قد سرق .

ويشبه أن يكون ليس على التعريض ، ولكن على الإخبار على ما ظهر عندهم من ظاهر الأمر ( وما شهدنا إلا بما علمنا ) بما أخرج المتاع من وعائه ( وما كنا للغيب حافظين ) هذا يدل على التأويل الذي قيل في قوله : ( إلا أن يحاط بكم ) أي يعمكم ، ويجمعكم ؛ أي ما كنا نعلم وقت إعطاء العهد[ في الأصل وم : الوقت ] والميثاق أنه يسرق ، وإلا لم نعطك العهد على ذلك .

ويحتمل ( وما كنا للغيب حافظين ) وقت ما أخرج المتاع من وعائه ، واتهم أنه سرق ، أهو[ في الأصل وم : أو ] لم يسرق ؟ أم[ في الأصل وم : أو ] هو وضع الصاع في رحله ؟ أو غيره وضع ؟ أي ما كنا نعلم في الابتداء أن الأمر يرجع إلى هذا . وإلا لم نخرجه معنا .