التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَۖ وَمِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ مَن يُنكِرُ بَعۡضَهُۥۚ قُلۡ إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَلَآ أُشۡرِكَ بِهِۦٓۚ إِلَيۡهِ أَدۡعُواْ وَإِلَيۡهِ مَـَٔابِ} (36)

{ والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك } يعني من أسلم من اليهود والنصارى كعبد الله بن سلام والنجاشي وأصحابه وقيل : يعني المؤمنين والكتاب على هذا القرآن { ومن الأحزاب } قيل : هم بنو أمية ، وبنو المغيرة من قريش ، والأظهر أنها في سائر كفار العرب ، وقيل : هم اليهود والنصارى لأنهم لا ينكروا القصاص والأشياء التي في كتبهم ، وإنما ينكرون البعض مما لا يعرفونه أو حرفوه .

{ قل إنما أمرت أن أعبد الله } وجه اتصاله بما قبله أنه جواب المنكرين ، ورد عليهم كأنه قال : إنما أمرت بعبادة الله وتوحيده ، فكيف تنكرون هذا { مآب } مفعل من الأوب وهو الرجوع ، أي : مرجعي في الآخرة أو مرجعي بالتوبة .