وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) يشبه أن تكون الآية صلة قوله : ( وهم يكفرن بالرحمن )[ الآية : 30 ] فأخبر عز وجل ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) بذكر الرحمن .
ثم اختلف في قوله : ( والذين آتيناهم الكتاب ) قال بعضهم : أصحاب محمد فرحوا بما أنزل إلى رسول الله .
وقال بعضهم : ( والذين آتيناهم الكتاب ) أهل التوراة ( يفرحون بما أنزل إليك ) يذكر ههنا أنهم يفرحون بما أنزل إليك ، ويذكر في موضع آخر :
( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير )[ البقرة : 105 ] .
وقال بعضهم في موضع آخر : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به )[ البقرة : 121 ] فمن تلا منهم الكتاب حق تلاوته ، ولم يبدله ، ولم يغيره ، فهو يؤمن به ، ويفرح بما أنزل على محمد ، ومن غيره ، ويدله ، فهو لم يفرح بما أنزل عليه .
وقوله تعالى : ( والذين آتيناهم الكتاب ) تأويله ، والله أعلم : والذين آتينا منافع الكتاب أولئك ( يفرحون بما أنزل إليك ) وهو ما قال في آية أخرى : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته )[ البقرة : 121 ] لأن أكثرهم يفرحون بما أنزل على محمد .
وقوله تعالى : ( وَمِنْ الأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ ) يحتمل أهل الكتاب ؛ كانوا ينكرون بعض ما أنزل إليه ، لا ينكرون كل ما أنزل إليه ، وإنما كانوا ينكرون بعثه[ في الأصل وم : نعته ] وصفته التي في كتبهم .
ويحتمل قوله ( وَمِنْ الأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ ) مشركي العرب ، وهم أيضا أنكروا بعض ما أنزل إليه ، وهو ما ذكر ( وهم يكفرون بالرحمن )[ الآية : 30 ] وقوله : ( أجعل الآلهة إلها واحدا )[ ص : 5 ] ونحوه ، لم ينكروا كله .
وقوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو ) كان هذا [ الذي ][ ساقطة من الأصل وم ] قال على إثر قول كان منهم ؛ كأنهم دعوه إلى أن يشاركهم في عبادة الأصنام ، أو دعوه أن يكون على ما كان آباؤهم ، فقال : ( وإليه مآب ) .
ويحتمل قوله : ( ولا أشرك به ) [ أنه قال ذلك في ][ في الأصل وم : قال ذلك من ] نفسه ( إليه أدعوا ) يقول : إلى توحيد الله أدعو غيري ، ثم أخالف ، وأعبد غيره ( وإليه مآب ) أي إليه المرجع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.