بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَفۡرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَۖ وَمِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ مَن يُنكِرُ بَعۡضَهُۥۚ قُلۡ إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَلَآ أُشۡرِكَ بِهِۦٓۚ إِلَيۡهِ أَدۡعُواْ وَإِلَيۡهِ مَـَٔابِ} (36)

ثم قال تعالى : { والذين ءاتيناهم الكتاب } أي : التوراة { يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ } وهم مؤمنو أهل الكتاب ، يعجبون بذكر الرحمن { وَمِنَ الأحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } يعني : أهل مكة ينكرون ذكر الرحمن ، ويقولون : ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة ، يعنون : مسيلمة الكذاب . ويقال : { وَمِنَ الأحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } يعني : ومِن أهل الكتاب من ينكر ما كان فيه نسخ شرائعهم { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله } يعني : أمرت أن أقيم على التوحيد { وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ } شيئاً .

ثم قال : { إِلَيْهِ أَدْعُو } يقول : أدعو الخلق إلى توحيده { وَإِلَيْهِ مَآبِ } يعني : المرجع في الآخرة .