تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلۡفَجۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة الفجر

وهي مكية .

قال النسائي : أخبرنا عبد الوهاب بن الحكم ، أخبرني يحيى بن سعيد ، عن سليمان ، عن محارب بن دِثار وأبي صالح ، عن جابر قال : صلى معاذ صلاةً ، فجاء رجل فصلى معه فطَول ، فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف ، فبلغ ذلك معاذا فقال : منافق . فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الفتى ، فقال : يا رسول الله ، جئت أصلي معه فَطَوّل عَلَيّ ، فانصرفت وصليتُ في ناحية المسجد ، فعلفت ناضحي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفَتَّان يا معاذ ؟ أين أنت مِن { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } { وَالْفَجْرِ } { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }{[1]} .

أما الفجر فمعروف ، وهو : الصبح . قاله علي ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والسدي . وعن مسروق ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب : المراد به فجر يوم النحر خاصة ، وهو خاتمة الليالي العشر .

وقيل : المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده ، كما قاله عكرمة .

وقيل : المراد به جميع النهار . وهو رواية عن ابن عباس .


[1]:زيادة من أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡفَجۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفجر وهي مكية عند جمهور المفسرين وحكى أبو عمرو الداني في كتابه المؤلف في تنزيل القرآن عن بعض العلماء أنه قال :هي مدنية ، والأول أشهر وأصح .

قال جمهور من المتأولين : { الفجر } هنا المشهور الطالع كل يوم ، قال ابن عباس : { الفجر } النهار كله ، وقال ابن عباس أيضاً وزيد بن أسلم : { الفجر } الذي أقسم الله به ، صلاة الصبح ، وقراءتها هو قرآن الفجر{[11786]} ، وقال مجاهد : إنما أراد فجر يوم النحر ، وقال الضحاك : المراد فجر ذي الحجة ، وقال مقاتل المراد فجر ليلة جمع{[11787]} ، وقال ابن عباس : أيضاً : المراد فجر أول يوم من المحرم ، لأنه فجر السنة ، وقيل المراد فجر العيون من الصخور وغيرها ، وقال عكرمة : المراد فجر يوم الجمعة .


[11786]:في بعض النسخ "وقراءتها هي قرآن الفجر".
[11787]:جمع هي المزدلفة، وسميت بذلك لاجتماع الناس بها، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل من جمع بليل)، وجمع علم للمزدلفة.