فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡفَجۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفجر

هي ثلاثون آية وقيل تسع وعشرون وهي مكية بلا خلاف في قول الجمهور قال ابن عباس نزلت بمكة وعن ابن الزبير وعائشة مثله ، ومدنية في قول علي ابن أبي طلحة .

أخرج النسائي عن جابر قال صلى معاذ صلاة فجاء رجل فصلى معه فطول ، فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف ، فبلغ ذلك معاذا فقال منافق ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال يا رسول الله جئت أصلي معه فطول علي فانصرفت فصليت في ناحية المسجد ، فعلفت ناضحي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وله وسلم ، " أفتان أنت يا معاذ ، أين أنت من سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والفجر والليل إذا يغشى " .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والفجر } أقسم سبحانه بهذه الأشياء كما أقسم بغيرها من مخلوقاته ، واختلف في الفجر الذي أقسم الله به هنا فقيل هو الوقت المعروف ، وسمي فجرا لأنه وقت انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم ، قاله علي وابن الزبير ، وقال قتادة أنه فجر أول يوم من شهر محرم ، لأن منه تنفجر السنة ، وقال مجاهد يريد يوم النحر .

وقال الضحاك فجر ذي الحجة لأن الله قرن الأيام به فقال { وليال عشر } .