وقوله : { إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ } يقول : إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان . وكان عليّ رضي الله عنه يقرأ ذلك : «إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ، وإنه فيه إلى آخر الدهر » .
حدثني ابن عبد الأعلى بن واصل ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمر ذي مرّ ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقرأ هذا الحرف : «وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدّهْرِ ، إن الإنْسانَ لفي خُسْرٍ ، وإنه فيه إلى آخر الدهر » .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ } ففي بعض القراءات : «وإنه فيه إلى آخر الدهر » .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مرّ ، أن عليا رضي الله عنه قرأها : «وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدّهْرِ ، إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ » .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ } إلاّ من آمن .
و { الإنسان } اسم الجنس ، و «الخسر » : النقصان وسوء الحال ، وذلك بين غاية البيان في الكافر ؛ لأنه خسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .
وأما المؤمن وإن كان في خسر دنياه في هرمه وما يقاسيه من شقاء هذه الدار ، فذلك معفو عنه في جنب فلاحه في الآخرة وربحه الذي لا يفنى ، ومن كان في مدة عمره في التواصي بالحق والصبر والعمل بحسب الوصاة فلا خسر معه ، وقد جمع له الخير كله ، وقرأ علي بن أبي طالب : «والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان » ، وفي مصحف عبد الله : «والعصر لقد خلقنا الإنسان في خسر » ، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ «إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر إلا الذين » ، وقرأ عاصم والأعرج : «لفي خسُر » بضم السين ، وقرأ سلام أبو المنذر : «والعصِر » بكسر الصاد ، «وبالصبر » بكسر الباء ، وهذا لا يجوز إلا في الوقف على نقل الحركة ، وروي عن أبي عمرو : «بالصبِر » بكسر الباء إشماماً ، وهذا أيضاً لا يكون إلا في الوقف . نجز تفسير سورة { العصر } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.