{ إن الإنسان لفي خسر } هذا جواب القسم ، والخسر والخسران النقصان وذهاب رأس المال ، والمعنى إن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت ، وقيل : المراد بالإنسان الكافر ، وقيل : جماعة من الكفار ، وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب بن أسد ، والأول أولى ، لما في لفظ الإنسان من العموم ، ولدلالة الاستثناء عليه .
قال الأخفش : { في خسر } في هلكة ، وقال الفراء : في عقوبة ، وقال ابن زيد : لفي شر ، وقيل : لفي نقص ، والمعاني متقاربة .
قرأ الجمهور { والعصر } بسكون الصاد ، وقرئ بكسر الصاد ، وقرأ الجمهور أيضا { خسر } بضم الخاء وسكون السين ، وقرئ بضمهما .
والتنكير في ( خسر ) يفيد التعظيم ، أي في خسر عظيم لا يعلم كنهه إلا الله ، فقد جعل الإنسان معمورا في الخسر للمبالغة ، وإنه أحاط به من كل جانب ؛ لأن كل ساعة تمر بالإنسان فإن كانت مصروفة إلى المعصية فلا شك في الخسر ، وإن كانت مشغولة بالمباحثات فالخسران أيضا حاصل ، وإن كانت مشغولة بالطاعات فهي غير متناهية ، وترك الأعلى والاقتصار على الأدنى نوع خسران ، ولا ينافيه قوله : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } ؛ لأن الكلام ثمّ في{[1740]} أحوال البدن ، وهنا في أحوال النفس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.