فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ} (2)

{ إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ } هذا جواب القسم . الخسر والخسران : النقصان وذهاب رأس المال ، والمعنى : أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت . وقيل : المراد بالإنسان الكافر ، وقيل : جماعة من الكفار : وهم الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد المطلب بن أسد ، والأوّل أولى لما في لفظ الإنسان من العموم ، ولدلالة الاستثناء عليه . قال الأخفش : { فِي خُسْرٍ } في هلكة . وقال الفراء : عقوبة . وقال ابن زيد : لفي شرّ . قرأ الجمهور { وَالعَصْرِ } بسكون الصاد . وقرءوا أيضاً : { خُسْرٍ } بضم الخاء وسكون السين . وقرأ يحيى بن سلام «والعصر » بكسر الصاد . وقرأ الأعرج وطلحة وعيسى : «خُسُرٍ » بضم الخاء والسين ، ورويت هذه القراءة عن عاصم .

/خ3