وجواب القسم قوله تعالى : { إن الإنسان لفي خسر } أي لفي خسران ونقصان . قيل : أراد بالإنسان جنس الإنسان ، بدليل قولهم : كثر الدرهم في أيدي الناس ، أي الدراهم ، وذلك لأن الإنسان لا ينفك عن خسران ؛ لأن الخسران هو تضييع عمره ، وذلك لأن كل ساعة تمر من عمر الإنسان إما أن تكون تلك السّاعة في طاعة أو معصية ، فإن كانت في معصية فهو الخسران المبين الظاهر ، وإن كانت في طاعة فلعل غيرها أفضل ، وهو قادر على الإتيان بها ، فكان فعل غير الأفضل تضييعاً وخسراناً ، فبان بذلك أنه لا ينفك أحد من خسران . وقيل : إن سعادة الإنسان في طلب الآخرة وحبها والإعراض عن الدّنيا ، ثم إن الأسباب الداعية إلى حب الآخرة خفية ، والأسباب الدّاعية إلى حب الدّنيا ظاهرة ، فلهذا السبب كان أكثر الناس مشتغلين بحب الدّنيا ، مستغرقين في طلبها ، فكانوا في خسار وبوار ، قد أهلكوا أنفسهم بتضييع أعمارهم . وقيل : أراد بالإنسان الكافر ، بدليل أنه استثنى المؤمنين فقال تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.