{ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } فانّهم ليسوا في خُسر .
{ وَتَوَاصَوْاْ } وتحاثّوا ، وأوصى بعضهم بعضاً . { بِالْحَقِّ } بالقرآن ، عن الحسن وقتادة . مقاتل : بالإيمان والتوحيد . وقيل : على العمل بالحق .
{ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } على أداء الفرائض وإقامة أمر اللّه ، وروى ابن عون عن إبراهيم قال : أراد أن الإنسان إذا عمّر في الدنيا وهرم لفي نقص وضعف وتراجع إلاّ المؤمنين فإنّهم يكتب لهم أجورهم والمحاسن التي كانوا يعملونها في حال شبابهم وقوّتهم وصحّتهم ، وهي مثل قوله سبحانه :
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ }
الآية [ التين : 4-6 ] قال : [ كان علي رضي الله عنه يقرأ ذلك ] : ( إِنَّ الاْنسَانَ لَفِي خُسْر وإنه فيه إلى آخر الدهر ) ، وكذلك هي في قراءة ابن مسعود ، وكان علي يقرأها : ( والعصر ، ونوائب الدهر ، إن الإنسان لفي خسر ، وإنّه فيه إلى آخر الدهر ) .
والقراءة الصحيحة ما عليه العامّة والمصاحف .
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن حمدان الخطيب قراءة عليه في رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة قال : حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن دُلان قال : أخبرنا القاضي منصور بن محمد قال : حدّثنا محمد بن أحمد البزاز قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الدينوري قال : حدّثنا علي بن إسماعيل قال : حدّثنا الحسن بن علقمة قال : حدّثنا سباط بن محمد ، عن القاسم بن رفيعة ، عن أبي أُمامة ، عن أُبيّ بن كعب قال : " قرأت على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { والعصر } فقلت : بأبي وأُمّي يا رسول اللّه وما تفسيرها ؟
فقال : " { وَالْعَصْرِ } قسمٌ من اللّه أقسم لكم بآخر النهار " { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } قال : " أبو جهل بن هشام " { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ } " أبو بكر الصديق " { وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } " عمر بن الخطّاب " { وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ } " عثمان بن عفّان " { وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } " علي بن أبي طالب " .
وأخبرنا عبد الخالق [ بن علي ] قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يوسف بن حاتم بن نضر قال : حدّثنا الحسن بن عثمان قال : حدّثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة قال : حدّثنا عمّي علي بن رفاعة ، عن أبيه رفاعة قال : حججت فوافيت علي بن عبد اللّه بن عباس يخطب على منبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، فقرأ : { بسم الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } أبو جهل ابن هشام { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ } أبو بكر الصديق { وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } عمر بن الخطّاب { وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ } عثمان بن عفّان { وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ } علي بن أبي طالب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.