السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ} (2)

وجواب القسم { إن الإنسان } أي : الجنس { لفي خسر } أي : نقص بحسب مساعيهم في أهوائهم ، وصرف أعمارهم في إغراضهم ، لما لهم بالطبع من الميل إلى الحاضر ، والإعراض عن الغائب ، والاغترار بالفاني .

تنبيه : تنكير ( خسر ) يحتمل التهويل والتحقير ، فإن حمل على الأوّل -وهو الظاهر- كان المعنى أنّ الإنسان لفي خسر عظيم ، لا يعلم كنهه إلا الله تعالى ؛ لأنّ الذنب يعظم إمّا لعظم من في حقه الذنب ، أو لأنه وقع في مقابلة النعم العظيمة ، فلذلك كان الذنب في غاية العظم ، وإن حمل على الثاني كان المعنى : إن خسران الإنسان دون خسران الشيطان .