تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ} (14)

وقوله : { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا } أي : بادروهما بالتكذيب ، { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } أي : قويناهما{[24703]} وشددنا أزرهما برسول ثالث .

قال ابن جُرَيْج ، عن وهب بن سليمان ، عن شعيب الجبائي قال : كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا ، واسم الثالث بولص ، والقرية أنطاكية . { قَالُوا } أي : لأهل تلك القرية : { إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ } أي : من ربكم الذي خلقكم ، نأمركم بعبادته وحده لا شريك له . قاله أبو العالية .

وزعم قتادة بن دعامة : أنهم كانوا رسل المسيح ، عليه السلام ، إلى أهل أنطاكية .


[24703]:- في ت : "قويناهما بثالث".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ} (14)

وقوله : إذْ أرْسَلْنا إلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذّبُوهُما فَعَزّزْنا بِثالِثٍ يقول تعالى ذكره : حين أرسلنا إليهم اثنين يدعوانهم إلى الله فكذّبوهما فشددناهما بثالث ، وقوّيناهما به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : فَعَزّزْنا بِثالِثٍ قال : شدّدنا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بَزّة ، عن مجاهد في قوله فَعَزّزْنا بِثالِثٍ قال : زدنا .

حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَعَزّزْنا بِثالِثٍ قال : جعلناهم ثلاثة ، قال : ذلك التعزّز ، قال : والتعزّز : القوّة .

وقوله : فَقالُوا إنّا إلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ يقول : فقال المرسلون الثلاثة لأصحاب القرية : إنا إليكم أيها القومُ مرسلون ، بأن تُخْلِصوا العبادة لله وحده ، لا شريك له ، وتتبرّءوا مما تعبدون من الاَلهة والأصنام . وبالتشديد في قوله : فَعَزّزْنا قرأت القرّاء سِوى عاصم ، فإنه قرأه بالتخفيف ، والقراءة عندنا بالتشديد ، لإجماع الحجة من القرّاء عليه ، وأن معناه ، إذا شُدّد : فقوّينا ، وإذا خُفف : فغلبنا ، وليس لغلبنا في هذا الموضع كثير معنى .