تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ} (14)

{ إذ أرسلنا إليهم اثنين } تومان ويونس { فكذبوهما فعززنا بثالث } فقوينا يعني فشددنا الرسولين بثالث حين صدقهما بتوحيد الله وحين أحيا الجارية وكان اسمه شمعون وكان من الحواريين وكان وصي عيسى بن مريم { فقالوا إنا إليكم مرسلون } آية فكذبوهما ولو فعلت ذلك بكم يا أهل مكة لكذبتم ، فقال شمعون للملك: أشهد أنهما رسولان أرسلهما ربك الذي في السماء ، فقال الملك لشمعون : أخبرني بعلامة ذلك ؟ فقال شمعون : إن ربي أمرني أن أبعث لك ابنتك ، فذهبوا إلى قبرها ، فضرب القبر برجله ، فقال : قومي بإذن إلهنا الذي في السماء ، الذي أرسلنا إلى هذه القرية واشهدي لنا على والدك فخرجت الجارية من قبرها ، فعرفوها فقالت يا أهل القرية آمنوا بهؤلاء الرسل ، وإني لأشهد أنهم أرسلوا إليكم ، فإن سلمتم يغفر لكم ربكم ، وإن أبيتم ينتقم الله منكم ، ثم قالت لشمعون : ردني إلى مكاني فإن القوم لن يؤمنوا لكم فأخذ شمعون قبضة من تراب قبرها فوضعها على رأسها ، ثم قال عودي مكانك ، فعادت ، فلم يؤمن منهم غير حبيب النجار ، كان من بني إسرائيل ، وذلك أنه حين سمع بالرسل جاء مسرعا فآمن وترك عمله وكان قبل إيمانه مشركا