فأضاف الله سبحانه الإرسال إلى نفسه في قوله : { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين } ، لأن عيسى أرسلهم بأمر الله سبحانه ، ويجوز أن يكون الله أرسلهم بعد رفع عيسى إلى السماء ، فكذبوهما في الرسالة ، وقيل : ضربوهما وسجنوهما . قيل : واسم الاثنين يوحنا وشمعون . وقيل : أسماء الثلاثة : صادق ، ومصدوق ، وشلوم قاله ابن جرير وغيره . وقيل : سمعان ، ويحيى ، وبولس { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } قرأ الجمهور بالتشديد ، وقرأ أبو بكر عن عاصم بتخفيف الزاي . قال الجوهري : { فعزّزنا } يخفف ، ويشدّد : أي قوّينا ، وشدّدنا ، فالقراءتان على هذا بمعنى . وقيل : التخفيف بمعنى : غلبنا ، وقهرنا ومنه { وَعَزَّنِى في الخطاب } [ ص : 23 ] والتشديد بمعنى : قوّينا وكثرنا . قيل : وهذا الثالث هو شمعون ، وقيل : غيره { فَقَالُواْ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ } أي قال الثلاثة جميعاً ، وجاؤوا بكلامهم هذا مؤكداً لسبق التكذيب للاثنين ، والتكذيب لهما تكذيب للثالث ، لأنهم أرسلوا جميعاً بشيء واحد ، وهو : الدعاء إلى الله عزّ وجلّ ، وهذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ؛ كأنه قيل : ما قال هؤلاء الرّسل بعد التعزيز لهم بثالث ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.