تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (17)

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } أي : سهلنا لفظه ، ويسرنا معناه لمن أراده ، ليتذكر الناس . كما قال : { كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ {[27778]} أُولُو الألْبَابِ } [ ص : 29 ] ، وقال تعالى : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا } [ مريم : 97 ] .

قال مجاهد : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } يعني : هَوّنّا قراءته .

وقال السدي : يسرنا تلاوته على الألسن .

وقال الضحاك عن ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله ، عز وجل .

قلت : ومن تيسيره ، تعالى ، على الناس تلاوة القرآن ما تَقدّم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف " . وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .

وقوله : { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } أي : فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يَسَّر الله حفظه ومعناه ؟

وقال محمد بن كعب القرظي : فهل من منزجر عن المعاصي ؟

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن رافع ، حدثنا ضَمْرَة {[27779]} ، عن ابن شَوْذَب ، عن مَطَر - هو الوراق - في قوله تعالى : { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } هل من طالب علم فَيُعَان عليه ؟

وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم ، عن{[27780]} مطر الوراق و[ كذا ] {[27781]} رواه ابن جرير{[27782]} ، وروي عن قتادة مثله .


[27778]:- (2) في م: "ليذكر".
[27779]:- (3) في أ: "حمزة".
[27780]:- (4) في أ: "على".
[27781]:- (5) زيادة من م.
[27782]:- (6) تفسير الطبري (27/57).