لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ} (17)

{ قالوا يا أبنا إنا ذهبنا نستبق } قال ابن عباس : يعني ننتضل ، وقال الزجاج : يسابق بعضنا بعضاً في الرمي الأصل في السبق الرمي بالسهم وهو التناضل أيضاً وسمي المتراميان بذلك يقال تسابقا واستبقا إذا فعلا ذلك ليتبين أيهما أبعد سهماً . وقال السدي : يعني نشتد ونعدو والمعنى نستبق على الأقدام ليتبين أينا أسرع عدواً وأخف حركة ، وقال مقاتل : نتصيد والمعنى نستبق إلى الصيد { وتركنا يوسف عند متاعنا } يعني عند ثيابنا { فأكله الذئب } يعني في حال استباقنا وغفلتنا عنه { وما أنت بمؤمن لنا } يعني وما أنت بمصدق لنا { ولو كنا صادقين } يعني في قولنا والمعنى إنا وإن كنا صادقين لكنك لا تصدق لنا قولاً لشدة محبتك ليوسف عند ثيابنا { فأكله الذئب } يعني في حال استباقنا وغفلتنا عنه { وما أنت بمؤمن لنا } يعني وما أنت بمصدق لنا { ولو كنا صادقين } يعني في قولنا والمعنى إنا وإن كنا صادقين لكنك لا تصدق لنا قولاً لشدة محبتك ليوسف فإنك تتهمنا في قولنا هذا وقيل معناه إنا وإن كنا صادقين فإنك لا تصدقنا لأنه لم تظهر عندك أماة تدل على صدقنا .