النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ} (17)

قوله عز وجل : { قالوا يا أبانا إنّا ذهبنا نستبق } وهو نفتعل من السباق وفيه أربعة أوجه :

أحدها : معناه ننتضل ، من السباق في الرمي ، قاله الزجاج .

الثاني : أنهم أرادوا السبق بالسعي على أقدامهم .

الثالث : أنهم عنوا استباقهم في العمل الذي تشاغلوا به من الرعي والاحتطاب .

الرابع : أي نتصيد وأنهم يستبقون على اقتناص الصيد .

{ وتركنا يوسف عند متاعنا } يحتمل أن يعنوا بتركه عند متاعهم إظهار الشفقة عليه ، ويحتمل أن يعنوا حفظ رحالهم .

{ فأكله الذئب } لما سمعوا أباهم يقول : وأخاف أن يأكله الذئب أخذوا ذلك من فيه وتحرّموا به لأنه كان أظهر المخاوف عليه .

{ وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا .

{ ولو كنا صادقين } فيه وجهان :

أحدهما : أنه لم يكن ذلك منهم تشكيكاً لأبيهم في صدقهم وإنما عنوا : ولو كنا أهل صدق ما صدقتنا ، قاله ابن جرير .

الثاني : معناه وإن كنا قد صدقنا ، قاله ابن إسحاق .