وقوله تعالى : ( وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) هذا القول منهم له في الظاهر عظيم لأنهم قالوا : ( وما أنت بمؤمن لنا ) في هذا وما كنا صادقين عندك من قبل في غير هذا .
أو يكون قوله : ( وما أنت بمؤمن لنا ) أي تتهمنا ، ولا تصدقنا ، لأنه اتهمهم حين[ في الأصل وم : حيث ] ( قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب )[ الآية : 13 ] فاعترضت له التهمة وليس في الاتهام تكذيب . إنما في الوقف ؛ لأن من ائتمن آخر في شيء ، ثم اتهمه فيه ، لا يكون[ في الأصل وم : يكون ] في اتهامه إياه تكذيب . فعلى ذلك قولهم : ( وما أنت بمؤمن لنا ) أي تتهمنا بما سبقت منا[ في الأصل وم : من ] التهمة ( ولو كنا صادقين ) .
على هذين الوجهين يخرج تأويل الآية وإلا لم يجز أن يكون نبي من الأنبياء يكذب من يعلم أنه صادق في خبره وقوله .
فإن قيل قوله : ( وأخاف أن يأكله الذئب )[ الآية : 13 ] كيف كذلك ؟ وقد قال لهم يعقوب : ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك )[ الآية : 6 ] فكيف خاف أكل الذئب والضياع ؟ وذلك لا يحتمل أن يقوله[ في الأصل وم : يقول ] له إلا بعلم من الله والوحي إليه . قيل : يحتمل [ ذلك بوجهين :
أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : أن يكون ما ذكر على شرط الخوف أنه مما ذكر ، فيكون له ما قال من الاجتباء وتعليم الأحاديث وإتمام النعمة عليه .
[ والثاني : أن يكون ][ في الأصل وم : أو ] خاف ذلك على ما خافوا جميعا ما هم عليه من الدين ، و إن اعتصموا عما خافوا جميعا : ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام )[ إبراهيم : 35 ] ومعلوم أن إبراهيم لا يعبد الأصنام ، وقال يوسف : ( توفني مسلما و ألحقني بالصالحين )[ الآية : 101 ] ومثاله : هو ما ذكرنا في غير موضع : أن العصمة لا تزيل الخوف ، ولا تؤمن من[ في الأصل وم : عن ] ارتكاب مضاداته ، بل تزيد الخوف على[ أدرج بعدها في الأصل وم : ذلك ] الأخيار والأبرار ؛ كأن خوفهم وإشفاقهم على دينهم أكثر من غيرهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( نستبق ) قال بعضهم : نشتد إلى الصيد . وقال أبو عوسجة : ( نستبق ) هذا من السباق أي يعدون حتى ينظروا إليهم ؛ يستبق أي يتقدم من صاحبه ، ويغلبه في العدو .
وقال القتبي : ( نستبق ) أي ننتضل : يسابق بعضنا بعضا في الرمي . يقال : سابقته ، فسبقته ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.