{ قَالُواْ يأَبَانَا إنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } أي متسابقين في العدْو والرمي وقد يشترك الافتعال والتفاعل كالانتضال والتناضل ونظائرهما { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ متاعنا } أي ما نتمتع به من الثياب والأزواد وغيرِهما { فَأَكَلَهُ الذئب } عَقيبَ ذلك من غير مُضيِّ زمانٍ يعتاد فيه التفقدُ والتعهدُ . وحيث لا يكاد يُطرح المتاعُ عادة إلا في مقام يُؤْمن فيه الغوائلُ لم يعُدْ تركُه عليه السلام عنده من باب الغفلة وتركِ الحظ الملتزَم لاسيما إذا لم يبرحوه ولم يغيبوا عنه ، فكأنهم قالوا : إنا لم نقصِّر في محافظته ولم نغفُلْ عن مراقبته بل تركناه في مأمننا ومجمعنا بمرأىً منا لأن ميدانَ السباق لا يكون عادة إلا بحيث يتراءى غايتاه وما فارقناه إلا ساعةً يسيرةً بيننا وبينه مسافةٌ قصيرة فكان ما كان { وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } بمصدّق لنا في هذه المقالة الدالةِ على عدم تقصيرِنا في أمره { وَلَوْ كُنَّا } عندك وفي اعتقادك { صادقين } موصوفين بالصدق والثقةِ لشدة محبتك ليوسف فكيف وأنت سيّءُ الظن بنا غيرُ واثقٍ بقولنا ، وكلمة لو في أمثال هذه المواقعِ لبيان تحقق ما يفيده الكلامُ السابق من الحكم الموجَبِ أو المنفيِّ على كل حال مفروض من الأحوال المقارنةِ له على الإجمال بإدخالها على أبعدها منه وأشدِّها منافاةً له ليظهر بثبوته أو انتفائِه معه ثبوتُه أو انتفاؤه مع غيره من الأحوال بطريق الأولوية ، لِما أن الشيءَ متى تحقق مع المنافي القويِّ فلأَنْ يتحققَ مع غيره أولى ، ولذلك لا يُذكر معه شيٌ من سائر الأحوال ويكتفى عنه بذكر الواوِ العاطفةِ للجملة على نظيرتها المقابلةِ لها الشاملةِ لجميع الأحوال المغايرة لها عند تعدّدِها ، وقد مرَّ تفصيله في سورة البقرة عند قوله تعالى : { أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } [ البقرة ، الآية 170 ] وفي سورة الأعراف عند قوله تعالى : { أَوَلَوْ كُنَّا كارهين } [ الأعراف ، الآية 88 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.