بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ} (17)

{ قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } يعني : ويقال : نتصيَّد ننتضل ، أي يسابق بعضنا البعض في الرمي ، { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ متاعنا فَأَكَلَهُ الذئب } فلما قالوا هذا القول : بكى يعقوب ، وصاح بأعلى صوته : ثم قال : أين قميصه ؟ فأخذ القميص وبكى ، ثم قال إن هذا الذئب كان بابني رحيماً ، كيف أكل لحمه ولم يخرق قميصه ؟ وروى سماك ، عن عامر ، أنه قال : في قميص يوسف ثلاث آيات ، حين قُدَّ قميصه من دبر ، وحين ألقي على وجه أبيه ، فارتد بصيراً ، وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب ، على أن الذئب لو أكله لخرق قميصه .

فقال لهم كذبتم ، فقالوا له : { وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } يعني : بمصدق لنا في مقالتنا { وَلَوْ كُنَّا صادقين } في مقالتنا