فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ} (17)

فلما وصلوا إلى أبيهم { قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق } أي نتسابق في العدو أو في الرمي وقيل ننتضل بالسهام ويؤيده قراءة ابن مسعود ننتضل قال الزجاج : وهو نوع من المسابقة وقال الأزهري : النضال في السهام والرهان في الخيل والمسابقة تجمعهما .

قال القشيري : نستبق أي في الرمي أو على الفرس أو على الأقدام والغرض من المسابقة التدرب بذلك في القتال وقال السدي : يعني نشتد ونعدو وقال مقاتل : نتصيد أي نستبق إلى الصيد { وتركنا يوسف عند متاعنا } أي ثيابنا ليحرسها { فأكله الذئب } الفاء للتعقيب أي أكله عقب ذلك وقد اعتذروا إليه بما خافه سابقا عليه ورب كلمة تقول لصاحبها دعني .

{ وما أنت بمؤمن } أي بمصدق { لنا } في هذا العذر الذي أبدينا والكلمة التي قلناها وفي هذا الكلام منهم فتح باب اتهامهم كما لا يخفى على صاحب الذوق { ولو كنا } عندك أو في الواقع { صادقين } لما قد علق بقلبك من التهمة لنا في ذلك مع شدة محبتك له ، قال الزجاج : والمعنى ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدقتنا في هذه القصة لشدة محبتك ليوسف وكذا ذكره ابن جرير وغيره .