فقالوا{[33799]} : { يا أبانا إنا ذهبنا نستبق }[ 17 ] : كان السبق عندهم على الأرجل ، كالسبق على الخيل ، لأنه آلة للحرب ، فلما قالوا : { وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذيب }[ 17 ] بكى الشيخ ، وصاح بأعلى صوته ، فقال : أين القميص ؟ فجاؤو( ه ){[33800]} القميص ، عليه دم كذب ، فأخذ القميص فطرحه على وجهه ، ثم بكى حتى تخضب{[33801]} وجهه من دم القميص{[33802]} .
قوله : { وما أنت بمومن لنا }[ 17 ] : أي : بمصدق{[33803]} لنا{[33804]} ، { ولو كنا صادقين }[ 17 ] : قال المبرد : المعنى : وإن كنا صادقين{[33805]} .
وقيل المعنى : ليس بمصدق لنا لو كنا من أهل الصدق الذين لا يتهمون لسوء{[33806]} ظنك بنا{[33807]} .
وقيل : المعنى : ولو كنا عندك من أهل الصدق ، لاتهمتنا{[33808]} في يوسف لمحبتك إياه{[33809]} .
وقيل : المعنى : قد وقع في قلبك إنا لنصدقك في يوسف ، فأنت لا تصدقنا . وذلك أن يعقوب{[33810]} كان ( قد ){[33811]} اتهمهم عليه ، فلما وقع ما وقع ، تأكدت التهمة لهم . وإلا فيعقوب ، صلوات الله عليه ، لا يكذب الصادق ، وليس هذا من صفة الأنبياء ، صلوات الله عليهم{[33812]} . وإنما كذبهم لتأكيد{[33813]} التهمة{[33814]} ، وكثرة الدلائل على كذبهم . فالمعنى : ما أنت بمصدق لنا وقد وقع ( بك ){[33815]} ما تحذر ، ولو كنا عندك صادقين من قبل ، غير متهمين ، لوجب أن تتهمنا ( الساعة ){[33816]} عند مصيبتك . فكيف وقد كنت متهما لنا ( فيه ){[33817]} من قبل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.