الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبۡنَا نَسۡتَبِقُ وَتَرَكۡنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَٰعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُؤۡمِنٖ لَّنَا وَلَوۡ كُنَّا صَٰدِقِينَ} (17)

فقالوا{[33799]} : { يا أبانا إنا ذهبنا نستبق }[ 17 ] : كان السبق عندهم على الأرجل ، كالسبق على الخيل ، لأنه آلة للحرب ، فلما قالوا : { وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذيب }[ 17 ] بكى الشيخ ، وصاح بأعلى صوته ، فقال : أين القميص ؟ فجاؤو( ه ){[33800]} القميص ، عليه دم كذب ، فأخذ القميص فطرحه على وجهه ، ثم بكى حتى تخضب{[33801]} وجهه من دم القميص{[33802]} .

قوله : { وما أنت بمومن لنا }[ 17 ] : أي : بمصدق{[33803]} لنا{[33804]} ، { ولو كنا صادقين }[ 17 ] : قال المبرد : المعنى : وإن كنا صادقين{[33805]} .

وقيل المعنى : ليس بمصدق لنا لو كنا من أهل الصدق الذين لا يتهمون لسوء{[33806]} ظنك بنا{[33807]} .

وقيل : المعنى : ولو كنا عندك من أهل الصدق ، لاتهمتنا{[33808]} في يوسف لمحبتك إياه{[33809]} .

وقيل : المعنى : قد وقع في قلبك إنا لنصدقك في يوسف ، فأنت لا تصدقنا . وذلك أن يعقوب{[33810]} كان ( قد ){[33811]} اتهمهم عليه ، فلما وقع ما وقع ، تأكدت التهمة لهم . وإلا فيعقوب ، صلوات الله عليه ، لا يكذب الصادق ، وليس هذا من صفة الأنبياء ، صلوات الله عليهم{[33812]} . وإنما كذبهم لتأكيد{[33813]} التهمة{[33814]} ، وكثرة الدلائل على كذبهم . فالمعنى : ما أنت بمصدق لنا وقد وقع ( بك ){[33815]} ما تحذر ، ولو كنا عندك صادقين من قبل ، غير متهمين ، لوجب أن تتهمنا ( الساعة ){[33816]} عند مصيبتك . فكيف وقد كنت متهما لنا ( فيه ){[33817]} من قبل .


[33799]:ط: قالوا.
[33800]:ساقط من ق.
[33801]:ق: تخطب.
[33802]:انظر هذا الخبر في: جامع البيان 15/578.
[33803]:ط: مطموس.
[33804]:انظر: هذا التفسير في مجاز القرآن 1/303 ومعاني الزجاج 3/96.
[33805]:انظر هذا القول في: الجامع 9/98.
[33806]:ق: بسوء.
[33807]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/578.
[33808]:ق: لتهمتنا.
[33809]:وهو قول الزجاج في معانيه 3/96.
[33810]:ط: صم.
[33811]:ساقط من ق.
[33812]:ط: صم.
[33813]:ط: لتأكد.
[33814]:ق: النغمة.
[33815]:ساقط من ق.
[33816]:ساقط من ق.
[33817]:ساقط من ق.